تعمل شركات النقل بالولايات الألمانية على الاستفادة من اللاجئين بتوفير فرص عمل لهم كسائقين، بهدف سد عجز العمالة لديها، فبالرغم مما يعانيه السائقون من مصاعب، إلا أن الشركات مستمرة في توظيفهم بهدف دمجهم بشكل كبير بسوق العمل.
استطاع عصام القاسم، اللاجئ السوري، والذي يبلغ عمره نحو ٣٨ عام، الحصول على عمل كسائق حافلة بشركة النقل العام بفالتس بولاية راينلاند التي يسكن بها مع زوجته وطفليه، وذلك بعد وصوله لألمانيا في سنة ٢٠١٣، بالرغم من مواجهته صعوبة اتقانة للغة الألمانية كغيره من اللاجئين.
ويعتبر القاسم واحد من 3510 لاجئ من المتواجدين في المدينة، واستطاعوا ايجاد فرص عمل، وفقا لإحصاءات سبتمبر من العام الماضي.
ومن جانبه أوضح مسؤول قسم الحافلات بمدينة ماينتس عاصمة الولاية، شتيفان لونر، أن الفترة الماضية شهدت انخفاض في عدد السائقين لقطارات النقل الداخلي والحافلات بالولاية، قبل موجة تدفق اللاجئين إلى أوروبا سنة ٢٠١٥، مما دفع الولاية لتوظيف سائقين من جنسيات مختلفة منذ عام ٢٠١١.
ولفت إلى اعتماد الولاية سابقا” على المهاجرين القادمين من سلوفاكيا وكرواتيا وجمهورية التشيك، إلا أنه منذ أواخر ٢٠١٥ ارتفع عدد السائقين الذين تعود أصولهم إلى العراق وسوريا وأفغانستان بالشركة، قائلا إن ما نحتاجه عقلية السائق الملائمة لعملنا ولا يهمهم موطنه الأصلي.
وأكد أحد مديري قسم الحافلات بالشركة على أنه لم يكتفي بطلبات اللاجئين المقدمة إليه من قبل المهاجرين، بل قام بنفسه بالبحث عن اللاجئين الذين يرغبون في الالتحاق بالشركة، حيث يعد ذلك سهلا دون دعم من وكالة العمل أو غيرها، منوها أنه قاموا بتوظيف ٦ سائقين وسيتم مطلع الشهر المقبل توظيف ٥ آخرون.
ويقابل السائقين اللاجئين مصاعب في وظيفتهم الجديدة، خاصة اللغة الألمانية، فمثلا يواجه صعوبة في الإبلاغ عن عطل ما في الحافلة، كما أن من يرغب في العمل بوظيفة سائق العمل ينبغي أن يحصل على شهادة من غرفة الصناعة والتجارة للقيادة.
ولفتت مديرة المشروع غير الربحي “العمل والحياة” بمدينة ماينتس، إلى أنهم عملوا على تطوير تدريب السائقين المهاجرين، في ظل رسوب الكثير منهم بالاختبار عدة مرات، منوهة أنه توفير دورة للغة الألمانية تتناسب مع وظيفة هؤلاء السائقين اللاجئين.
ويوجد مشروع آخر لكيفية مساندة اللاجئين بولاية شمال الراين ويستفاليا،حيث في شركة باماير والتي تقع بالقرب من بيليفيلد، يستطيع العاملين تعلم اللغة الألمانية المختصة خلال العمل عبر دورات خاصة بالسائقين.
ويدعم المشروعان برنامج “الاندماج عبر التأهيل” الممول من الحكومة الاتحادية، إلا أن الدعم لمشروع ماينتس ينتهي أواخر ٢٠١٨، ويؤكد مسؤولين البرنامج على أهمية استمرار الشركات في إعداد وتأهيل المهاجرين للعمل، في الوقت الذي يعمل فيه المهاجرين على تطوير لغتهم بجانب العمل.
0 Comments